وعن جابر بن سمرة عند مسلم (٢٣٠٥) ، ولفظه: "ألا إني فَرَطٌ لكم على الحوض، وإن بُعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة، كأن الأباريق فيه النجوم". وفي الباب أيضاً عن غير واحدٍ من الصحابة غير مَن ذكرنا، انظرهم عند حديث عبد الله بن عمر السالف برقم (٦١٦٢) . قوله: "ما آنية الحوض؟ " قال العكبري في "إعراب الحديث النبوي": حقيقة السؤال بـ "ما" أن يتعرف بها حقيقة الشيء لا عدده، وعلى هذا يكون التقدير: "ما عدد آنية الحوض؟ " أو أن يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يعلم الآنية من أي شيء هي، فعدل عن سؤاله إلى بيان كثرتها، وفي ذلك تضخيم لأمرها، وتنبيه على عظم شأنها. قوله: "المُصْحِية" اسم فاعل من أصحت السماء إذا انكشف غيمها. "آخر ما عليه" أي: حتى آخر مدة بقائه، والمعنى: لم يظمأ تمام عمره، وإلا فلا آخر لعمره هناك. "يشخب" يسيل، وأصله ما خرج من تحت يد الحالب عند عصره لضرع الشاة. "ميزابان": أي: مِزرابان. "أيلة": هي المدينة المعروفة الآن باسم العقبة، وهي جنوبي الأردن. (١) تحرف في (م) إلى ميسرة.