قال الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" ص ٣٩-٤١: وهذا شاهد لحديث أبي هريرة المتقدم [هو في "المسند" (٨٠٧٣) ] ، وقد غلط ابن الجوزي في تضعيفه لعبد الله بن بجير، فإن عبد الله بن بجير المذكور بضم الموحدة بعدها جيم بصيغة التصغير، يكنى أبا حمران، بصري قيسي، ويقال: تميمي، وقد وقع في رواية الطبراني (٨٠٠٠) أنه قيسي، وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وأبو حاتم، وروى الآجري، عن أبي داود: أن أبا الوليد الطيالسي روى عنه ووثقه، وذكره ابن حبان في "الثقات". وإنما قال ابن حبان ما نقله ابن الجوزي عنه في عبد الله بن بحير القاص الصنعاني الذي يكنى أبا وائل، وأبوه بفتح الموحدة، وكسر الحاء المهملة، على أن المذكور قد وثقه غير ابن حبان، ولكن ليس هو راوي حديث أبي أمامة؛ لأنه صنعاني يروي عن أهل اليمن، وصاحب الحديث المذكور يروي عن البصريين، وسيار شيخه شامي نزل البصرة، فروى عنه أهلها. وقد أخرج الضياء المقدسي حديث أبي أمامة من طريق "المسند" ومن طريق الطبراني في "الأحاديث المختارة"، ولم ينفرد به عبد الله بن بجير المذكور، فقد رويناه في "المعجم الكبير" للطبراني أيضاً (٧٦١٦) ، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، حدثنا حيوة بن شريح، حدثنا إسماعيل ابن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "يكون في آخر الزمان شُرَط يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله، فإياك أن تكون منهم" وهذا إسناد صحيح؛ لأن رواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين قوية، وشرحبيل شامي. قلنا: كذا صحح الحافظ إسناده مع أن فيه أحمد بن يحيى بن حمزة =