(٢) حديث صحيح، وعلي بن أبي رافع لا يعرف له رواية، ولم يذكره أحد في تراجم الرواة، وذكره ابن حجر في "الإصابة" ٥/٦٧ وقال: وُلِدَ في عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمَّاه علياً. قلنا: وقد جاء هذا الحديث عند أبي داود والنسائي وغيرهما كما سيأتي من رواية الحسن بن علي بن أبي رافع عن جده سماعاً، وهو الصواب إن شاء الله تعالى. وأخرجه كرواية المصنف المِزيُّ في ترجمة الحسن بن علي من "التهذيب" ٦/٢١٨-٢١٩ من طريق أبي بكر الرُّوياني، عن سفيان بن وكيع وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عبد الله بن وهب، بهذا الإسناد. وأخرجه أبو داود (٢٧٥٨) ، والنسائي في "الكبرى" (٨٦٧٤) ، وابن حبان (٤٨٧٧) ، والطبراني في "الكبير" (٩٦٣) ، والحاكم ٣/٥٩٨، والبيهقي ٩/١٤٥ من طرق عن عبد الله بن وهب، به - دون ذِكْر علي بن أبي رافع، وصرَّح الحسن ابن على عندهم بأن جده أبا رافع أخبره بهذا الحديث. وإسناده صحيح. قال السندي: قوله: "لا أَخِيس العهد" أي: لا أنقضه، يقال: خاسَ يَخِيس ويخوس، إذا غَدَرَ ونقض العهد. "البُرُد" بضمَّتين، جمع بريد، بمعنى الرسول، أي. لا أحبس الرسل الواردين عليَّ، فإن ذلك يؤدي إلى قطع الطرق، ورجوعه إلى الكَفَرة لا يمنع البقاءَ على الإسلام، ولا يُوجِب الارتداد، فلا يقال: كيف أَمَره بذلك.