تسويةً. وقوله: "نَبَثاً" مأخوذ من نبث التراب يَنْبُثه: إذا استخرجه من الحفرة، أي: أن التراب الزائد من حفرة القبر أثبت فوقه مُسَنَّما ولم يُسَوَّ. وروى البخاري في "صحيحه" بإثر الحديث (١٣٩٠) من طريق أبي بكر بن عياش، أن سفيان التمَّار-وهو من كبار أتباع التابعين وقد لحق عصر الصحابة- حدثه: أنه رأى قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسنَّماً. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" ٣/٣٣٤ عنه، ولفظه: دخلت البيت الذي فيه قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرأيت قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبر أبي بكر وعمر مُسنَّمةً. وروى أبو داود في "مراسيله" (٤٢٣) بإسناد صحيح عن الشعبي قال: رأيت قبور الشهداء مسنَّمةً، يعني جُثاً. وقوله: "يعني جُثاً" جمع جُثوة، وهو الشيء المجموع، يعني أتربةً مجموعة. (١) حديث صحيح، محمد بن إسحاق وإن كان مدلِّساً وقد عنعن هنا، لكنه صرَّح بالتحديث فيما سيأتي برقم (٢٣٩٦٣) ، وقد توبع، والإسناد هنا منقطع بين أبي مرزوق وفضالة بن عبيد، والواسطة بينهما هو حنشٌ الصنعاني كما سيأتي، وهو ثقة. أبو مرزوق: هو التُّجيبي المصري، واسمه حبيب بن الشهيد على الأشهر.=