قلنا: إن كان المراد به الذي يوضع على جنازة المرأة، فيقال: إن فاطمة أول من سُتِرَ نَعْشُها في الإسلام، وقد أخرج أبو نعيم في "الحلية" ٢/٤٣ من طريق قتيبة بن سعيد، عن محمد بن موسى المخزومي، عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب، عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر، وعن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر، أن فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالت: لأسماء بنتِ عُمَيْس، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، أن يُطرح على المرأة الثوبُ، فيصفُها، فقالت أسماء: يا ابنةَ رسول الله ألا أُرِيك شيئاً رأيتُه بالحبشة؟ فدعت بجرائدَ رَطْبة، فَحَنتها، ثم طَرَحَتْ عليها ثوباً، فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله لا تُعرف به المرأةُ من الرجل، فإذا متُّ أنا فاغسليني أنت وعلىٌّ، ولا يدخلْ عليَّ أحد. فلما تُوفّيت، غَسَّلها علي وأسماء رضي الله تعالى عنهم. وأخرجه مختصراً البيهقي في "السنن" ٣/٣٩٦ من طريق قُتيبة بن سعيد، به. ومن طريق عبد الله ابن نافع، عن محمد بن موسى، عن عون بن محمد، عن أمه، عن أسماء. وحسن إسنادَ البيهقي الحافظُ في "تلخيص الحبير" ٢/١٤٣. وإن كان المراد بالستر سترَ الجدار بشيء، كما يشير إليه آخر هذا الأثر، فقد سلفت قصته من حديث عبد الله بن عمر برقم (٤٧٢٧) وفيه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أتى فاطمة، فوجد على بابها ستراً، فلم يدخل عليها ... إلى آخر الحديث، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. (١) إسناده ضعيف لضعفْ زَمْعَة، وهو ابنُ صالح، وقد اختُلِفَ فيه على=