للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المرأة وزوجها: (وإن خفتم شقاقَ بينِهِما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها) إلي آخر الآية] النساء:٣٤ [، فنشدتكم بالله، هل تعلمون حكمَ الرجال في إصلاح ذاتِ بينهم، وحقن دمائهم، أفضلَ، أم حكمَهم في أرنب ويُضْعِ امرأة؟ فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه. قال: خرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. قلت: وأما قولكم: قاتل ولم يسب ولم يغنم، فتَسْبُونَ أمكم عائشة؟ فوالله لئن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، ووالله لئن قلتم: نَسبيها نستحل منها ما نستحل من غيرها، لقد خرجتبم من الإسلام، فأنتم بين الضلالتين، إن الله عز وجل قال: (النبي أوْلى بالمؤمنين من أنفُسِهِم وأزواجُهُ
أمهاتُهم) ] الأحزاب: ٦ [، فإن قلتم: ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، أخرَجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بمن ترضون: يوم الحديبية، كاتب المشركين أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو، فقال: "يا علي، اكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد رسول الله"، فقال المشركون: والله لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك. فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللهمَ إنك تعلمُ أني رسولُك، امْحُ يا علي، اكتب: هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد الله"، فوالله لرسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خير من علي، فقد محا نفسه. قال: فرجع منهم ألفان، وخرج سائرهم فقتلوا. انتهى. وقع عند عبد الرزاق والطبراني أن عدد الحرورية حين خرجوا كان أربعة وعشرين ألفاً، رجع منهم بعد مناظرة ابن عباس عشرون ألفاً، وبقي أربعة آلاف، فقتلوا.
وانظر ما تقدم في مسند علي برقم (٦٥٦) .
وقد رويت قصة أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمحو "محمد رسول الله" عن البراء بن عازب، وستأتي في "المسند" ٤/٢٩١، وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم عند أحمد ٤/٣٢٣-٣٢٤، والبخاري (٢٧٣١) و (٢٧٣٢) ، وعن أنس بن مالك عند مسلم (١٧٨٤) .
قوله: "اعتزلوا"، قال السندي: أي: عن جماعة المسلمين الذين كانوا مع علي، وكانوا أولاً معهم، وقالوا: لو كان علي أميرَ المؤمنين، كيف محا اسمه ذلك من كتاب الصلح الذي جرى بينه وبين معاوية.