ورواه صالح بن كيسان - فيما أخرجه ابن سعد ٨/٣٦٧- عن الزهري، قال: بلغنى أن سعد بن إسحاق، فذكره. ورواه ابن أبي عتيق وموسى بن عقبة - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٦٤٠) ، والطبراني ٢٤/ (١٠٧٥) - عن الزهري، عن سعد بن إسحاق، به. قال الدارقطني في "العلل"٥/ورقة ٢٢٤: والصحيح قول من قال: عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن الفُريعة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلنا: وقد أعلَّ هذا الحديث ابن حزم - كما في "المحلى" ١٠/٣٠٢، وتابعه عبد الحق - بجهالة زينب، وتعقب عبدَ الحق ابنُ القطان في "الوهم والإيهام" ٥/٣٩٣ بقوله: وعندي أنه ليس كما ذهب إليه، بل الحديث صحيح، فإن سعد بن إسحاق ثقة، وممن وثقه النسائي، وزينب كذلك ثقة، وفي تصحيح الترمذي إياه توثيقُها، وتوثيقُ سعد بن إسحاق، ولا يضر الثقة أن لا يروي عنه إلا واحد، والله أعلم. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢١/٣١: في هذا الحديث إيجاب العمل بخبر الواحد، ألا ترى إلى عمل عثمان بن عفان به وقضائه باعتداد المتوفى عنها زوجها في بيتها من أجله في جماعة الصحابة من غير نكير. ثم قال: وهو حديث مشهور معروف عند علماء الحجاز والعراق أن المتوفى عنها زوجها، عليها أن تعتدَّ في بيتها، ولا تخرج منه، وهو قول جماعة فقهاء الأمصار بالحجاز والشام والعراق ومصر، منهم مالك، والشافعي، وأبو حنيفة، وأصحابُهم، والثوريُّ، والأوزاعي، والليث بن سعد، وهو قولُ عمر وعثمان وابنِ عمر وابن مسعود وغيرِهم. قال السندي: قولها: أعلاج له، أي: عبيد له شردوا منه. القَدُوم: بفتح القاف، وتخفيف الدال وتشديدها: موضع على ستة أميال=