للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٧٠٧٢ - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


= وذكره ابنُ كثير في "التاريخ" ٣/٢٢، وفيه: أثبتُ بدل أسكتُ.
وأورده الهيثمي في "المجمع" ٨/٢٥٦، وقال: رواه أحمد والطبراني، وإسناده حسن!
وقوله: "أسمع صلاصل": له أصل في الصحيح، فأخرج البخاري (٢) ، ومسلم (٢٣٣٣) من حديث عائشة أن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس، وهو أشده علي، فيفصم عني، وقد وعيت ما قال".
قوله: "هل تحس بالوحي؟ " قال السندي: هل تحس؟: من الإحساس، أي: هل تدركه بالحواس الظاهرة، سأله عن ذلك لقول الله تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك) ، فسأل: هل تدركه الحواس الظاهرة، أم إدراكه مقصور على القلب؟
قوله: "صلاصل": جمع صلصلة، قال الحافظ في "الفتح" ١/٢٠: في رواية مسلم: في مثل صلصلة الجرس. والصلْصلة، في الأصل: صوت وقوع الحديد بعضه على بعض. ثم أطلق على كل صوت له طنين، وقيل: هو صوت متدارك لا يدرك من أول وهلة ... قال الخطابي: يريد أنه صوت متدارك يسمعه ولا يتبينه أول ما يسمعه حتى يفهمه بعد، وقيل: بل هو صوتُ حفيف أجنحة الملك، والحكمة
في تقدمه أن يقرع سمعه الوحي، فلا يبقى معه مكان لغيره، ولما كان الجرسُ لا تحصل صلصلته إلا متداركة وقع التشبيهُ به دون غيره من الآلات.
قال السندي: ظاهر هذا اللفظ أن هذا الصوت كان من مقدمات الوحي، وكان الوحي بعده، إلا أنه كان من أقسامه. والله تعالى أعلم.
قوله: "إلا ظننت": يعني من شدة الوحي وثقله. قال تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) ، والله تعالى أعلم.