للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ غَيْرِهِ فَإِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مُحَارِبٌ، وَالْحَرْبُ خَدْعَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الْأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (١)

٦١٧ - حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ،


(١) إسناده صحيح على شرط الشيخين. خيثمة: هو ابنُ عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجعفي الكوفي، وسويد بنُ غفلة مخضرم من كبارِ التابعين قَدِمَ المدينة يومَ دُفِنَ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان مسلماً في حياته ثم نزل الكوفة، ومات سنة ثمانين، وله مئة وثلاثون سنة.
وأخرجه مسلم (١٠٦٦) ، والبزار (٥٦٨) ، وأبو يعلى (٢٦١) ، والبيهقي في "السنن" ٨/١٧٠، وفي "دلائل النبوة" ٦/٤٣٠ من طريق أبي معاوية، بهذا الإسناد.
وأخرجه البخاري (٦٩٣٠) ، ومسلم (١٠٦٦) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص ٢٢٠، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات " (٢٦٨٩) ، والطبراني في "الصغير" (١٠٤٩) ، والبغوي في "شرح السنة" (٢٥٥٤) من طرق عن الأعمش، به.
وأخرجه الطيالسي (١٦٨) ، والبزار (٥٦٦) ، والطبري في "تهذيب الآثار" ص ٢١٩ من طرق عن سويد بن غفلة، به. وسيأتي برقم (٩١٢) و (١٠٨٦) .
قوله: "خدعة"، قال السندي: قال الدَّمِيري: فيه لغات أفصحها الفتح والسكون، ويجوز الضم مع السكون، أو مع الفتح، واتفَقَ العلماءُ على جواز خداع الكفار في الحرب كيف امكن، إلا بنَقْض عهد أو أمان، فلا يَحِل.
وظاهره: أنه لا فَرْقَ بين الوجوه المذكورة، إلا أن كلام غيره يقتضي الفرق، فبفتح الخاء للمرة، أي: إن الحرب ينقضي أمرُها بخَدْعة واحدة، فإنها قد تقوم مقام تمام الحرب، وبالضم مع السكون: اسم من الخداع، وبالضم مع الفتح معناه: أنها تعتاد الخداع وتكثره، كاللعَبَة والضُّحَكَةْ لمن يُكثِر اللعب والضحك، أي: إن الحرب تخدع الرجال وتمنيهم ولا تفي لهم، والله تعالى أعلم.