وأخرجه البخاري (٣٣٧٥) ، والبغوي في "معالم التنزيل" ٢/٣٩٥-٣٩٦ من طريق شعيب بن أبي حمزة، والطبري ١٢/٨٨ من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد، كلاهما عن أبي الزناد، به. وله طرق أخرى عن أبي هريرة ستأتي برقم (٨٣٢٩) و (٨٣٩٢) و (٨٦٠٥) . قوله: "أوى إلى ركن شديد"، قال الحافظ في "الفتح" ٦/٤١٥: أي: إلى الله سبحانه وتعالى، يشير صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى قوله تعالى: (لَوْ ان لِي بكُم قوًةً أو آوِي إلى رُكْنٍ شَديدٍ) [هود: ٨٠] ، ويقال: إن قمَ لوطٍ لم يكن فيهم أَحد يجتمع معه في نسبه لأنهم من سدوم وهي من الشام، وكان أصلُ إبراهيم ولوط من العراق، فلما هاجر إبراهيم إلى الشام هاجر معه لوط، فبعث الله لوطاً إلى أهل سدوم، فقال: لو أن لي منعةً وأقارب وعشيرة لكنت أستنصر بهم عليكم ليدفعوا عن ضيفاني، ولهذا جاء في بعض طرق هذا الحديث كما أخرجه أحمد (١٠٩٠٣) من طريق محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "قال لوط: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد، قال: فإنه كان يأوي إلى ركن شديد، ولكنه عنى عشيرته، فما بعث الله نبياً إلا في ذروة من قومه" زاد ابن مردويه من هذا الوجه: "ألم تر إلى قول قوم شعيب: (ولَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ) [هود: ٩١] ". ونقل عن النووي أنه قال: سَمى العشيرة ركناً، لأن الركن يستند إليه وُيمتنع به، فشبههم بالركن من الجبل لِشدتهم ومَنَعَتهم. (١) هكذا في (ظ٣) ، وفي (م) و (عس) و (ل) وبقية النسخ: فتحاكما.