قوله: "وهو مُقف": بتشديد فاء مكسورة؛ أي مول، أي: أعطانا قفاه. قوله: "ها إنه": ها: حرف تنبيه. قوله: من ضئضىء: بكسر ضادين معجمتين، بينهما همزة ساكنة، وآخره همزة، وهو أصل الشيء، وجوز بعضُهم إهمال الصادين، وهو صحيح لغة، والمعنى واحد، والمراد: بقبيلته. قوله: "لا يُجاوز حناجرهم"، أي: بالصعود إلى محل القبول، أو بالنزول إلى القلب ليؤثر فيه. قوله: " يمرقون": يخرجون. قوله: "من الرمية": بفتح راء، وتشديد ياء، أي: البهيمة التي تُرْمى، أي: الصيد. قلنا: وأما هؤلاء المؤلفة قلوبهم: فزيد الخير، هو زيد بن مهلهل بن زيد بن مُنْهب الطائي النبهاني، المعروف بزيد الخيل، لكرائم الخيل التي كانت له، وسماه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زيد الخير، وكان وفد على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في وفد طيىء سنة تسع، وأسلم وحسُن إسلامه، وتُوفي منصرفه من عند النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقيل: بل تُوفي آخر خلافة عمر. وكان شاعراً محسناً، خطيباً لسناً، شجاعاً كريماً. والأقرعُ بن حابس: هو التميمي الحنظلي، قدم على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عطارد بن حاجب بن زرارة، والزبرقان بن بدر، وقيس بن عاصم وغيرهم من أشراف تميم بعد فتح مكة. وفي وفد تميم نزل قوله تعالى: (إنّ الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) ، أسلم، وشهد الفتوح، واستُشهد باليرموك، وقيل: بل عاش إلى خلافة عثمان، فأصيب بالجوزجان. =