على حلب، فحدَّث بالمسند بها، ثم بالمَوْصِلِ، فحدَّث بالمسند بها أيضاً وبإربل، ودخل إلى بغداد بخيرٍ كثير.
فتوفي بالرُّصافة في نصف المحرَّم سنة (٦٠٤ هـ) عن نحو ثلاث وتسعين سنة، رحمه الله تعالى (١) .
وعن حنبلٍ روى " المسند " الإِمامُ، العالم، المحدِّث، الفقيه، الصَّالح، الثقة، الأمين، فخر الدين، أبو الحسن، علي بن أحمد بن عبد الواحد، السَّعْدي، المقدسي، الحنبلي، الشهير بابن البخاري، المتوفى سنة (٦٩٠ هـ) بجبل قاسيون.
قال ابن الجزري: وقد قرىء عليه " المسندُ " مراتٍ، آخِرُها في سنة (٦٨٩ هـ) ، سَمِعَهُ منه جماعات بقراءة الإِمام كمال الدين أحمد بن أحمد بن محمد بن الشريشي (ت ٧١٨ هـ، الدرر الكامنة ١ / ٢٥٢) ، منهم شيختنا أم محمد ست العرب بنت محمد (ت ٧٦٧ هـ، شذرات الذهب ٦ / ٢٠٨) ، وآخرهم شيخنا صلاح الدين محمد بن أحمد (٢) .
وصلاح الدين: هو الشيخ الصالح، الصدوق، الدَّيِّن، الخيِّر، المُسْنِد، محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن شيخ الإسلام أبي عمر محمد بن أحمد بن قُدامة، المقدسي، الحنبلي.
قال ابن الجزري: أخذتُ عنه " المسند " كاملاً بقراءتي وقراءةِ غيري في نحو سبعِ سنين.
وسببُه أن نسخة أصلِ سماعِه كانت بخطِّ الحافظ الضياء رحمه الله تعالى فوُجِدَ بعضُها، وكان شيخُنا الحافظ الكبير شمس الدين أبو بكر ابن