وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص، فمن ذلك ما يحكى أنه كان يقص على الناس بطرسوس فأدركته روعة ما كان يصف من جلاله وعظمته، وملكته خشية ما (١٩ - و) كان يذكر من بأسه وسطوته، فخر مغشيا عليه، وانقلب الى الآخرة لاحقا باللطيف الخبير.
أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي فيما أذن لنا في روايته عنه قال:
أخبرنا أبو المعمر المبارك بن عبد العزيز الأنصاري قال: أخبرنا أبو اسحاق الفيروزبادي قال: ومنهم أبو العباس بن أبي أحمد العروف بابن القاص الطبري، صاحب أبي العباس بن سريج، مات بطرسوس سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وكان من أئمة أصحابنا صنف المصنفات الكثيرة:«المفتاح»، و «أدب القاضي»«والمواقيت»، «والتلخيص» الذي شرحه أبو عبد الله ختن الإسماعيلي؛ وقال: تمثلت فيه بقوله الشاعر:
عقم النساء فما يلدن شبيهه … إنّ النساء بمثله عقم
قال: ومنه أخذ الفقه أهل طبرستان.
وأخبرنا المؤيد بن محمد بن علي الطوسي في كتابه عن كتاب أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي قال في تاريخه في حوادث سنه خمس وثلاثين وثلاثمائة:
توفي أبو العباس أحمد بن أبي القاص الطبري بطرسوس (١).
قلت: هكذا ذكر أبو اسحاق الفيروزآبادي في طبقات الفقهاء وفاة أبي العباس ابن القاص وأبو عبد الله العظيمي في تاريخه في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وقد شاهدت بخط القاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي قاضي معرة النعمان في مواضع متعددة من مصنفاته: حدثنا أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري إملاء بطرسوس (١٩ - ظ) في المسجد الجامع سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، فتكون