للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أشهب النخعي]

شهد صفين مع علي رضي الله عنه، وقال شعرا يومئذ ذكره أبو مخنف لوط‍ في كتابه (١) وقال: وحدثني الحارث بن حصير عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود أن عليا سار من النخيلة في أكثر من تسعين ألفا فكثر فيهم الكلام، وجعلوا يسألونه عما لا ينبغي أن يسألوه وظهر الاختلاف (٢٤٧ - ظ‍) فكانوا لا يرتحلون من منزل إلا نقصوا وكان جل القوم علي ما يحب علي فقال النجاشي (٢):

أرانا نخالف أمر الامام … وفي كل منزلة ننقص

وذكر أبياتا، وقال: فلما سمع علي قول النجاشي شق عليه، ولم يكن مع علي حي أجمع على ما يريد من النخع، فلما رأت النخع ثقل ما قاله النجاشي على على، وكانوا جماعة كثيرة غدا الأشهب النخعي على علي والناس مجتمعون فقال:

يا أمير المؤمنين إني لا أقول قول صاحبي ولكني أقول:

إذا جعل الناس أهل العراق … فإن رجال العراق النخع

هم هامة الحي من مدحج … وحاموا الظعائن عند الفزع

يضرون يوما كما ينفعون … ومن ضر في حال ضر نفع

دعانا علي فلم نأته غداة … دعانا لحب الطمع

ولكن أجبنا الى دعوة بها … نفع الله أهل البدع

أطعنا فلم نعصه جمّة … وكان متى يدع فينا نطع

فكم فئة قد فقا عينها … وعزّ أذل وعات قمع

وخطة حق دعا منهضا … إليها وخطة ضيم منع

وغاية حق جرى سابقا … إليها فلما أتاها نزع

وأمر يشاد بنا دونه … حواه وأنف أشم جدع

فلولا ولا ليت في أمره … لدين ودنيا وكلاّ جمع (٣)


(١) -لم يصلنا كتابة غير أن الطبري اعتمد عليه في تاريخه وأكثر النقول عنه.
(٢) -هو قيس بن عمرو من بني الحارث بن كعب، من كهلان: شاعر هجاء مخضرم، استقر بالكوفة، توفي في حدود سنة ٤٠ هـ‍ /٦٦٠. الاعلام للزركلي.
(٣) -لم يرد هذا الخبر والشعر في تاريخ الطبري أو كتاب صفين لنصرين مزاحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>