للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر جبل البشر]

وهو جبل كبير في طرف عمل حلب من جهة البرية، وبينه وبين الرصافة أربعة فراسخ، وهو متصل بعاجنة الرحوب، بينهما فرسخ واحد، وعاجنة الرحوب من شماليه، ويفرغ سيوله فيها، وسمي البشر برجل يقال له البشر، وفي هذا الجبل كانت وقعة الجحاف بن حكيم السلمي ببني تغلب، قتل فيها الرجال والنساء وبقر بطون الحبالى، وسنذكر ذلك ان شاء الله تعالى، في ترجمة الجحاف مسندا.

واياه عنى عبد الله بن قيس الرقيات.

أمست رقية دونها البشر … فالرقة السوداء فالغمر (١)

ووقفت على صفة هذا الجبل وذكر الوقعة في شعر القطامي رواية أبي جعفر الخراساني، عن أبي يوسف يعقوب بن (١٦٩ - ظ‍) السكيت، مما ذكره ابن السكيت في شرح قول القطامي:

حلّوا الرحوب وحل العز ساحتهم … تدعوا أمية أو مروان والحكما (٢)

فأوردت الفصل جميعه في هذا الموضع لما تضمن من وصف الجبل، وذكر الوقعة.

قال ابن السكيت: هذا يوم الرحوب، ويوم مخاشن، ويوم البشر، وكان من سبب هذا اليوم أنه لما كانت سنة ثلاث وسبعين قتل عبد الله بن الزبير، فهدأت


(١) -ديوانه ط‍. بيروت ١٩٥٨، ص ١٨٢، وفيه أضحت رقية.
(٢) -ديوان القطامي ط‍. برل ١٩٠٢، ص ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>