المعروف بالمجد بن النشّابي، شاعر حسن الشعر، قدم إلينا الى حلب، واتصل بخدمة الوزير شمس الدين محمد بن عبد الباقي بن أبي يعلى، في أيام الملك الظاهر غازي، ومدح بها الملك الظاهر، ثم خرج من حلب وعاد الى بلده إربل، وخدم بها مظفر الدين كوكبوري بن علي وكتب له الانشاء، وكان حسن الكتابة والانشاء، وكان يطالع ديوان الخلافة بالمتجددات له، فاطلع عليه كوكبوري فقبضه وسجنه وبقي في السجن الى أن مات كوكبوري واستولى نواب الديوان المستنصيري على إربل، فكتب المستنصر بالله بإحضاره الى بغداد فحضر وأنعم عليه، وأجرى له معلوم، وقلّد أعمالا بنواحي بغداد، وحضرت دار الوزير أبي طالب بن العلقمي في سنة خمسين وستمائة، وكنت قد توجهت رسولا عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد، في أيام المستعصم بالله، الى دار الخلافة، فسمعته ينشد بين يدي الوزير قصيدة في مدح المستعصم في الحادي عشر من ذي الحجة أولها:
هل عند عطفك عطف ممسك رمقي … أم هل ترق لما ألقاه من أرقي
كأن حسنك دنيانا فنحن به … ما بين وصل سعيد أو صدود شقي
(٢٧ - و)
وعند شعرك تتلى آية الغسق … ومن محياك تبدو سورة الفلق
كأن أرواح أهل العشق سائرة … الى جمالك بالتقريب والعنق
تأم كعبة حسن خالها حجر … في الخد أسوده في أبيض يقق (١)
نادت مكبرة لمّا جليت لها: … سبحان من خلق الانسان من علق
أرائد أنت يا طرفي لتخبرني … أي الطريق اليه أسهل الطرق
وأنت يا أضلعي شبي الضرام لكي … يهدى بنارك ضيف الطيف في الغسق
فما سرقت بنومي قط طيفهم … إلا غدا النوم مقطوعا على السرق
ويا دموعي اسكبي لا تسكبي حذرا … عليه ان زارني من موجك الغرق