يا طرف أنت طرحتني في حبه … وزعمت قلبك في هواه كقلبه
حتى إذا لفحتك نيران الجوى … فحرمت ما أمّلته من قربه
أنشات تنكر ما جنيت وقلت خذ … قلبي المعنى في هواه بذنبه
ذق مرّ ما استحليته وجنيته … لا ينكر المغرور صرعة عجبه
واغرف بدمعك في البكاء فربما … قتل المتيم نفسه من كربه (١٦٠ - ظ)
وذكر ابن الملحي له أبياتا أخر أثبتناها في الكنى فيمن كنيته أبا الرضا، ولم يعرف ابن الملحي ولا الحافظ أبو القاسم ولا ابنه اسمه.
قرأت في مقدمة شرح خطبة أدب الكاتب لابن قتيبة تأليف أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري قال: ذكر لي بعض الشبان أنه تستعجم عليه مواضع في الكتاب المعروف بأدب الكاتب، فلم ألتفت الى كلامه، وبلغني أن مولاي الشيخ الجليل أبا الرضا سالم بن الحسن بن علي جمل الله الأدب ببقائه رسم لي إجابة تلك الطبقة، وعلمت أنه غني بأدبه لا يرغب فيه لنفسه، وإنما غرضه أن ينتفع به سواه، فأجبته الى ما سأل.
وتكفيه شهادة هذا الفاضل بما شهد له به.
[سالم بن الحسن بن هبة الله]
ابن محفوظ بن الحسن بن محمد بن الحسن بن صصرى التغلبي الدمشقي أبو المرّجا، وأبو الغنائم بن الحافظ أبي المواهب بن أبي الغنائم من بيت الحديث والعدالة بدمشق، شيخ حسن من المعدلين وأمناء القضاء بدمشق، اجتمعت به بدمشق، وسمعت منه شيئا من الحديث وقال لي: دخلت حلب مع والدي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وسمعت بها من جماعة، ورحلت معه إلى بغداد، وكان مولده بدمشق في أواخر جمادى الآخرة من شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
سمّعه أبوه بدمشق من أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم البانياسي، وأبي محمد عبد الرزاق بن نصر النجار وأبي الحسين أحمد بن حمزة بن (١٦١ - ) على السلمي وأبي الفرج يحيى بن محمود الثقفي ومن نفسه-أعني أباه، أبا المواهب-ورحل به الى حلب وبغداد، فسمع بحلب من القاضي أبي الحسن أحمد بن محمد