هي مدينة حسنة وكان لها سور من الحجارة، وأبنيتها أبنية حسنة بالحجر، وهي كثيرة الأشجار والفواكه، لا سيما من التين والفستق والزيتون. ويغلب على أهلها الذكاء المفرط، وخرج منها جماعة من العلماء والشعراء منهم أبو العلاء بن سليمان، وكان الفرنج قد هجموها، وتشمتت أهلها في البلاد في سنة ست وسبعين وأربعمائة (١)، ثم فتحها من أيديهم أتابك زنكي بن آقسنقر، ورد على أهلها أملاكهم، فعادوا إليها وسكنوها وعمرت المدينة عمارة حسنة، لكن سورها خرب، وبنى بها الملك المظفر محمود بن ناصر الدين محمد بن تقي الدين عمر بن شاهانشاه حين كانت في يده قلعة حسنة حصينة، ونقل حجارتها من سياث، مدينة خربه كانت قريبا منها، ومن أبنية الروم التي في الكنائس المنهدمة في بلدها، وانتزعها من يده عسكر الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز بن الملك الظاهر أعز الله أنصاره، فزاد في عمارتها وتقويتها، فقويت قلوب أهلها بالقلعة ورغبوا في عمارة البلد وسكناه، وهي اليوم من أعمر البلاد، وقد صار أكثر عبور القوافل عليها.
أنبأنا أبو محمد وأبو العباس ابنا عبد الله بن علوان الأسديان عن أبي عبد الله محمد بن أبي السعادات عبد الرحمن بن محمد بن أبي الحسن المسعودي قال: معرّة النعمان هي منسوبة (٤١ - و) إلى النعمان بن بشير من الصحابه رضوان الله عليهم، كان والي حمص والعواصم وتلك النواحي، وكانت المعرة قديما تسمى ذات القصور، فلما مات للنعمان ابن هناك، قيل لها معرّة النعمان.
(١) -كذا في الاصل، وهو خطأ ظاهر صوابه سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.