وتعرف بالحدث الحمراء لحمرة أرضها، وهي مدينة كثيرة الماء والزرع، وحولها أنهار كثيرة وخرب حصنها وبقيت المدينة، وساكنوها في زمننا هذا أرمن أهل ذمة، وهي في أيدي المسلمين، وكان ينزل في مروجها الأكراد بأغنامهم، وتسميتها الأرمن كينوك، وتسميها الأكراد الهتّ، والعرب تسميها (٨٣ - ظ) الحدث، وكانت تسمى قديما المحمدية، والمهديّة، لأنها بنيت في أيام المهدي محمد بن المنصور رحمه الله، وتحول اليها أبو محمد عيسى بن يونس السبيعي من الكوفة، فنزلها مرابطا الى أن مات، وبقي ولده بها بعده. والجبل المعروف بالأحيدب من قبليها مطل عليها، شاهدتها ونزلت في أرضها عند ما توجهت إلى الروم.
وفتحها حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم.
وقرأت في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى البلاذري مما رواه عن شيوخ الشام قالوا: كان حصن الحدث مما فتح أيام عمر فتحه حبيب بن مسلمة من قبل عياض بن غنم، وكان معاوية يتعهده بعد ذلك، وكان بنو أمية يسمون درب الحدث درب السلامة للطيرة، لأن المسلمين كانوا أصيبوا به، فكان ذلك الحدث فيما يقول بعض الناس.
قال: وقال قوم: لقى المسلمين على الدرب غلام حدث، فقاتلهم في أصحابه فقيل درب الحدث.