وإلى أخيه أحمد بن هارون بن موسى بن أبي جرادة، وإلى أمه فاطمة ابنة عبد الله ابن زهير، والكتاب مؤرخ بشهر ربيع الأول من سنة تسع عشرة وثلاثمائة، ويغلب على ظني أن زهير بن الحارث المنسوب اليه دار السبيل بطرسوس جده لأمّه، وقد ذكرناه، وتوفي زهير بن هارون بحلب في حدود سنة أربعين وثلاثمائة.
[زهير المجنون الانطاكي]
مذكور من عقلاء المجانين، حكى عنه الحسن بن يزيد الأنطاكي حكاية وشعرا.
قرأت في كتاب وقع إليّ من عقلاء المجانين لم يذكر اسم مصنفه قال فيه:
وحدّث الحسن (٢٥ - ظ) بن يزيد الأنطاكي قال: كان عندنا مجنون يقال له زهير، وكان من أحسن الناس وجها وأجودهم شعرا، وكان يألف جارية من بعض بنات القاسم بن الحسن، فعبرت يوما وهو جالس ومعه جوزة يدوّم بها في الأرض فسلست فرد السلام وقال لي: يا حسن أتلعب معي؟ قلت: نعم إن أنشدتني شيئا، فقال: اسمع فقلت: هات فأنشدني هذه الأبيات:
طلع البدر ليلة فرآها … ولقد كان لا يراها حجابا
فبقي مطرقا وقال حياء … لم يكن مطلعي عليك صوايا
أنت بدر السماء لا شك فيه … فاعلمي ذاك واعذريني وغابا
فلما هممت بالقيام قال لي: يا حسن سألت ما لا ينفعك، فاسمع ما ينفعك، قلت:
هات فأنشد هذه الأبيات:
ما أعجل الأيام في الشهر … وأعجل الأشهر في العمر
ليس لمن ليست له حيلة … موجودة خير من الصبر
فاخط مع الدهر إذا ما خطا … واجر مع الدهر كما يجري
ثم زعق، ونزع جبته ورمى بها، وهرول وتركني.
[زيادة الله بن عبد الله بن ابراهيم]
ابن أحمد بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقال بن حذافة بن عباد بن عبد الله بن محارب بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك بن سعد