للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيناي أحمل من عينيك للرمد … فاسلم وكان الأذى بي آخر الأبد

من ضن عنك بعينيه ومهجته … فلا رأى الخير في مال ولا ولد

فدتك من ألم الشكوى ولوعتها … نفس تخلصتها من مخلب الأسد

لولا رجاؤك لم تلبث ولا سكنت … ولا استقر قرار الروح في الجسد

[أحمد بن حمدون]

وقيل: محمد بن حمدون، بن مغرض بن صالح بن عمر بن خالد بن سويد ابن يحيى بن الكوثر بن الفرج بن المنذر بن محذور بن سعدين بن مغرض بن عائذ ابن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبره التنوخي، أبو الحسين (٦٤ - و) وقيل أبو الحسن، وقيل فيه: أحمد بن محمد، عوض حمدون، ويعرف بالقنوع المعري، شاعر من أهل معرة النعمان، حسن الشعر، روى عنه شيئا من شعره أبو يعلى محمد بن الحسن البصري، وابراهيم بن أحمد بن الليث الآذري الكاتب؛ وقيل: إنما لقب بالقنوع لأنه قال: قد قنعت من الدنيا بكسرة وكسوة.

وقال ابراهيم الآذري في ذكره: إنه رضي من دنياه بسد الجوع ولبس المرقوع، ولهذا لقب بالقنوع.

قرأت في مراثي بني المهذب، في مرثية أبي عبد الله الحسين بن اسماعيل بن جعفر بن علي ابن المهذب، وقال أبو الحسين أحمد بن حمدون القنوع يرثيه:

أما وذهاب الحزن في كل مذهب … وروعات قلب ذاهل غير قلّب

لقد شغلتني عن رزية واحدي … رزية أهل الفضل آل المهذب

فحتى متى يا دهر لست بمعتبي … وفيم على ما فات منك تعتبي

تصبرت حتى عيل صبري وأخلقت … قوي جلدي في موطني وتغربي

ولي عبرات عبرت عن ضمائري … بألسن دمع ترجمت عن تلهّبي

فلله أنفاس علت في تصعد … وأدمع أجفان هوت في تصوّب

<<  <  ج: ص:  >  >>