قرأت بخط القاضي أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي في كتابه، الذي سماه سير الثغور، قال: ومن أئمة طرسوس الصلحاء المذكورين بالقراءة وطيب الصوت ابن أبي سمينة صلى بالناس بضعة عشر سنة لم يقبل لأحد برا ولا أجاب الى قبول صلة.
قال أبو عمرو: حدثني أبو الطيب الجرجرائي شيخ من المجاهدين أن أبا محمد الأولاسي حدثه أن ابن أبي سمينة حمل إليه بعض الأمراء ألف دينار ليصرفه في الصالحين المسجدية، فقال ابن أبي سمينة للرسول: أبلغ صاحبك السلام وقل له:
لو علمت أن في هذا المسجد من يؤثر أن يرتزي مما أنفذت درهما واحدا لما صليت بهم يوما واحدا، فليردوا المال على أهله.
[ابن أبي قباس]
خطيب جامع طرسوس، وإمام أهلها.
قرأت بخط أبي عمرو القاضي الطرسوسي في كتاب سير الثغور في ذكر أئمة المسجد الجامع بطرسوس، قال: وقد صلى بأهل هذا المسجد أئمة من أهل العفاف والستر واليقين والتقوى والصبر والزهادة والعبادة وسمو الذكر منزلتهم في الدنيا والآخرة عظيمة، ومواقع منافع الاسلام وأهله بهم حسنة جسيمة، يفتخر بذكرهم عند القرّاء، وتستنزل بهم بركات السماء، منهم: ابن أبي فياس (١) وكان من فرسان (٢٣٩ - ظ) المحراب.
حدثني أبو حفص عمر بن أحمد البروجردي المقرئ، شيخ عابد فاضل، قال:
حدثني أستاذي السوسنجردي أن ابن أبي قباس كان إذا قرأ في محراب طرسوس سمعت قراءته في سوق الصفارين، وكان إذا خطب حيّر السامعين وألهى المحزونين.
وقال أبو عمرو: حدثني أحمد بن هرون الكوفي-كهل من أبناء طرسوس
(١) كذا وهو طغيان من قلم المصنف أو تصحيف في الاصل الذي نقل عنه.