للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[راجح بن أبي بكر بن ابراهيم بن محمد]

أبو الوفاء العبدري القرشي الميورقي، شيخ حسن صالح من أهل ميورقه (١) قدم الشام ونزل حماة فاتفق يوما أن (٦ - و) رأى صاحبها الملك المظفر محمود ابن محمد بن عمر بن شاهانشاه بن أيوب (٢) وهو يشرب في مركب في العاصي، فباداه: أما تخاف من الله؟ فنزل إليه وضربه وهو سكران ضربا مبرحا، فلما أفاق ندم على ذلك واعتذر وخرج راجح من حماة، وقدم علينا حلب وأقام بها مدة وتأهل بها، وصار له بها حرمة وافرة ورتب شيخا في الخانقاة التي وقفها قاضي القضاة أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، ثم إنه رتّب بعد ذلك شيخا في خانقاه ابن المقدم (٣) بحلب، ثم عزل عنها ورتب له معلوم على مصالح المسلمين الى أن كسر التتار ملك الروم غياث (٤) الدين فخاف من التتار، وخرج من حلب في سنة إحدى وأربعين وستمائة وتوجه إلى الديار المصرية ورافقته من دمشق إلى مصر وكنت إذ ذاك قد سيرت رسولا إلى مصر فحدثني ببيسان بشيء من الحديث عن أبي زكريا يحيى بن علي بن موسى المغيلي بعد مشاهدة سماعه عليه بموطأ يحيى بن يحيى، وأخبرني أنه سمع من محمد بن احمد بن خير، وسألته عن مولده فقال: بميورقة في سنة ثمان وسبعين في آخرها أو أوائل سنة تسع وسبعين وخمسمائة ولم يبق صاحب حماه الملك المظفر بعد ضربه إلاّ مدة يسيرة وفلج وبطلت حركته ودام مفلوجا إلى أن مات.

أخبرنا مخلص الدين أبو الوفاء راجح بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد العبدري القرشي المتوفي ببيسان قال: أخبرنا أبو زكريا يحيى بن علي بن موسى


(١) -من جزر الاندلس.
(٢).٦٢٧ - ٦٤٢ هـ‍ /١٢٢٩ - ١٢٤٤ م.
(٣) -انشأها عبد الملك المقدم بدرب الحطابين سنة أربع وأربعين وخمسمائة. الاعلاق الخطيرة-قسم حلب ص ٩٤.
(٤) -من سلاجقة الروم، غياث الدين كيخسرو الثاني ٦٣٤ - ٦٤٤ هـ‍ / ١٢٣٧ - ١٢٤٦ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>