للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب في ذكر بزاعا والباب (١)

وهما قريتان عظيمتان، بل مدينتان صغيرتان، وفي كل واحدة منهما (٩٣ - ظ‍) منبر وخطيب وبساتين تلذ للنازل بها وتطيب، ولكل منهما وال يقطع الخصام، وقاض يفصل الأحكام، وبينهما وادي بطنان ومرجه، وإلى محاسن هذا الوادي عمرة كل متنزه وحجّه، وهو من أصح البقاع ماء، وأرقها هواء، وفيه نزل أبو نصر المنازي وقال: وقد تفيأ في ظلاله من الحرّ وقال:

وقانا لفحة الرّمضاء واد … غذاه مضاعف النبت العميم

نزلنا دوحه فحنا علينا … حنوّ الوالدات على الفطيم

وأرشفنا على ظما زلالا … ألذّ من المدامة للنديم

يصدّ الشمس أنّى واجهتنا … فيحجبها ويأذن للنسيم

يروع حصاه حالية العذارى … فتلمس جانب العقد النظيم (٢)

وقد خرج من الموضعين جماعة من الأدباء وعصابة من الشعراء، وأعيان الموضعين عباسيون، من بني العباس بن الوليد الكلابي، وكان والي جند قنسّرين، ونسله وعقبه ومواليهم بوادي بطنان.


(١) -يصل الباب بحلب طريق مزفت طوله ٣٧ كم، ويصل بزاعه طريق مزفت أيضا طوله ٤٠ كم، التقسيمات الادارية،٣٢٣.
(٢) -المنازي هو أحمد بن يوسف، كان من وزراء الدولة المروانية في ميافارقين وديار بكر، كان من مدينة مناز كرد، وقد ذكره العماد في الخريده- قسم شعراء الشام، وأورد له هذه المقطوعة، وروى أنه توفى سنة سبع وثمانين وأربعمائة، في حين أن ابن خلكان، وابن كثير ١٢/ ٥٤ - ٥٥ وسواهما أوردوا أنه توفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، انظر أيضا تاريخ الفارقي ١٣٠ - ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>