شاعر مجيد، ذكر الوزير جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي أن أبا المشرف الدجرجاوي كان من حلب، وانتقل إلى دجرجا قرية بالصعيد من الديار المصرية، فنسب. ووقع إليّ شكة بالديار المصرية، فيها ذكر جماعة من الشعراء، وأورد فيها لأبي المشرف الدجرجاوي:
قاض إذا انفصل الخصمان ردهما … إلى الخصام بحكم غير منفصل
يبدي الزهادة في الدنيا وزخرفها … جهرا ويقبل سرّا بعرة الجمل
يهلل الدهر لا في وقت هيللة … ويلزم الصمت وقت القول والعمل
وما أسميه لكني نعّت لكم نعتا … أدلكم فيه على الرجل
[أبو المشكور بن أبي العباس الحلبي]
شاعر مجود من أقران الماهر الحلبي.
قرأت في «كتاب جامع الفنون وسلوة المحزون في ذكر الغناء والمغنين»(١)، تأليف أبي الحسين بن الطحان في باب ما مدح به المغنون في زماننا هذا-يعني زمانه-قال: وكتب إليّ أبو المشكور الحلبيّ.
أيا من كلّ ذي فضل … متين منه يمتار
تعود القلب من شدوك … أشواق وتذكار
(١٩٥ - و)
فخبرني أللأوتار … عند القلب أوتار
وهذا ابن الطحان كان مغنيا حاذقا، وعنده فضل وأدب.
(١) لم أقف على ذكر لهذا الكتاب في مكان آخر انما سيذكره المصنف ثانية فيفيدنا أنه من رجال القرن الخامس للهجرة.