للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في حوادث سنة خمس وثمانين وأربعمائة: قتل نظام الملك، وانه أتهم بذلك متولي الخزانة تاج الملك.

قال: وكان تاج الملك لا يفارق السلطان الى أن يدخل فراشه، ويدخل اليه وهو وخاتون في الفراش لا تختبي منه.

قال: وكان شيخا مليح الشيبة، أبيض الحواجب، يقول لي أبي: والله كأنه جدك رحمهم الله.

فلما مات السلطان-يعني-ملكشاه اجتمع مماليك خواجا بزرك (١)، وكانوا في سبعة آلاف مملوك مزوجين الى سبعة آلاف مملوكة له، وقالوا: ما قتل مولانا نظام الدين إلاّ بأمر تاج الملك، فانه باطني، وأمر به الباطنية فقتلوه، فوثبوا على تاج الملك فقتلوه، وتوازعوا جثته، فصار الى كل واحد منهم عظم أو قطعة لحم لفها، وجعلها في خريطته، حدثني بذلك جماعة من الثقات.

[أبو الغوث بن محجز المنبجي]

شاعر مجيد، قيل انه انتقل من منبج الى حلب، وسكنها، وان درب أبي محجّز بالقطيعة ينسب اليه، وله مسجد حسن فيه، كان يقرئ فيه القرآن، وعندي في ذلك شك، فان الدرب ينسب الى أبي محجز لا الى ابن محجز.

وذكره أبو منصور الثعالبي في تتمة اليتيمة، وذكر له من الشعر قوله في غلام التحى (١٥٣ - ظ‍):

في سبيل الله خدّا … كان في الملمس خزّا

خانه الشعر فأضحى … يوسع اللاثم وخزا

قال: وله:


(١) أي نظام الملك «السيد العظيم».

<<  <  ج: ص:  >  >>