للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دمي الذي صار مسكا في نوافجها (١) … فكيف تنفر منه وهي غزلان

أخبرني أمير الحاج شجاع الدين أبو الحسن علي بن سليمان بن السلار- وقد سألته بحلب عن وفاة أخيه أبي الطاهر اسماعيل شيخنا-فقال: توفي في ذي القعدة سنة ثلاثين وستمائة-يعني بدمشق-رحمه الله.

ثم أخبرني زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي أنه توفي يوم الجمعة رابع ذي القعدة من السنة المذكورة، ودفن يوم السبت بسفح جبل قاسيون (٧٨ - ظ‍).

[اسماعيل بن سودكين بن عبد الله النوري]

أبو الطاهر، كان والده من عتقاء نور الدين محمود بن زنكي، وكان رجلا خيرا صالحا، سكن مصر وولد له ابنه اسماعيل هذا في سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة بالديار المصرية، ونشأ بها على الخير والصلاح، واشتغل بالعلم، وسماع الحديث، وكلام الصوفية، وانتقل مع أبيه الى حلب حين انتقل إليها المبارز يوسف ابن ختلج الحلبي لقرابة كانت بينهما.

ومال اسماعيل الى الصوفية وخالطهم وانتفع بكلامهم، وسمع بالقاهرة: أبا الفضل محمد بن يوسف الغزنوي، وبحلب: إبراهيم بن عثمان بن درباس المازاني، وحدثنا بحلب عنهما، وسمع بحلب: شيوخنا افتخار الدين أبا هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبا محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان الأسدي، وعمي أبا غانم محمد بن هبة الله بن أبي جرادة وغيرهم.

وكان حسن الأخلاق، طيب المعاشرة، رقيق الحاشية، وكان ينظم شعرا حسنا علقت عنه شيئا يسيرا، وكتب عنه شيخه محمد بن علي بن العربي شيئا من شعره.

أخبرنا أبو الطاهر اسماعيل بن سودكين النوري بحلب قال: أخبرنا أبو الفضل محمد بن يوسف بن علي الغزنوي قال: أخبرنا الشيخ أبو الفتح عبد الوهاب ابن محمد بن الحسين الصابوني قال: أخبرنا الحافظ‍ أبو الغنائم محمد بن علي بن


(١) -النافجة: وعاء المسك-معرب. القاموس.

<<  <  ج: ص:  >  >>