نقلت من خط أبي الحسن محمد بن علي بن نصر في كتاب المفاوضة وأخبرنا به أبو حفص عمر بن محمد المكتب-إجازة عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي- قال: أخبرنا أبو غالب بن بشران-إجازة-قال: قرأ علينا محمد بن علي بن نصر قال: قال أبو الخطاب بن عون الحريري: وحدثني عنه أبو القاسم الشاعر بذلك، وقد رأيته ولم أسمع هذه الحكاية منه، قال: دخلت إلى أبي العباس النامي فوجدته جالسا ورأسه كالثغامه بياضا وفيه شعرة واحدة سوداء، قلت له: يا سيدي في رأسك شعره سوداء؟ قال: نعم هذه بقية شبابي وأنا أفرح بها ولي فيها شعر، قلت: أنشدنيه، فأنشدني:
رأيت في الرأس شعرة بقيت … سوداء تهوى العيون رؤيتها
(٧٧ - ظ)
فقلت للبيض إذ تروّعها: … بالله ألا رحمت وحدتها
وقلّ لبث السوداء في وطن … تكون فيه البيضاء ضرتها
ثم قال: يا أبا الخطاب، بيضاء واحدة تروع ألف سوداء، فكيف سوداء بين ألف بيضاء.
(١) كتب ابن العديم في الهامش: تقدم، وقد نفذت ذلك فقدمت هذه الترجمة وأخرت التي تقدمتها لانه كتب أيضا بالهامش: تؤخر.