وأستضيء بها، فأخذ قطعة من حطب الزيتون وهي تشتعل من تلك النار كبيرة، ووضعها في ثوبه، ثم استضاء بها فلم يحترق الثوب، وأخذها وذهب.
سمعت عمي أبا غانم رحمه الله يقول: حدثني الشيخ أبو محمد بن الحداد قال: لما نزل الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي علي عزاز يحاصرها، جاءني الشيخ أبو الحسين الزاهد يوما من الأيام وقال: تعال حتى نحاصر عزاز ونعاون المسلمين، ثم عمل صورة قلعة من طين، وقال لي: امش حتى نزحف عليها، ثم جعل يقول: نصر من الله وفتح قريب، نصر من الله وكسر الصليب وجعل يكرر ذلك، ثم قال: ها أخذناها، أخذناها، أخذنا، ثم سكت، فوقع طائر عقيب ذلك ببطاقة يخبر بأنها فتحت في الوقت الذي كان من الشيخ أبي الحسين ما كان.
توفي الشيخ أبو الحسين الزاهد المقدسي بحلب (١).
ودفن بمقابر المقام خارج باب العراق بتربة بني الحداد قبلي مقام إبراهيم عليه السلام، وقبره ظاهر يزار وتنذر عنده النذور وزرته مرارا.
[أبو الحسين المالكي]
كان من شيوخ الصوفية بطرسوس وصحب خيرا (٧١ - ظ) النساج، روى عنه الحسين بن أحمد بن جعفر الصيرفي إنشادا ذكرناه فيما تقدم من كتابنا هذا.
وحكى أبو القاسم القشيري عنه حكاية غير مسندة.
أخبرنا عمي أبو غانم محمد بن هبة الله قال: أخبرنا عمر بن أبي الحسن بن حموية، ح.
وأنبأتنا زينب عبد الرحمن قالا: أخبرنا أبو الفتوح الشاذياخي قال:
أخبرنا أبو القاسم القشيري قال وقال أبو الحسين المالكي: كنت أصحب خير النساج سنين كثيرة، فقال لي قبل موته بثمانية أيام: أنا أموت يوم الخميس قبل صلاة المغرب وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى هذا، ولا تنس.