وهي مدينة صغيرة قديمة البناء ولها قلعة حسنة، وهي الآن في أيدي المسلمين، وكان لسيف الدولة ابن حمدان بها وقعة مع الروم. وبينها وبين الحدث سبعة فراسخ وبها آثار أبنية قديمة، وينسب إليها جماعة منهم بنو الرعباني بحلب من أكابر الحلبيين منهم الوزير سديد الدولة أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الباقي بن الرعباني كاتب معز الدولة ثمال بن صالح، وتولى الوزارة للمستنصر المستولي على مصر، وسنذكر ترجمته وترجمة غيره ممن ينسب إليها في كتابنا هذا إن شاء الله.
وذكر ابن واضح في كتابه، في ذكر كور قنسرين والعواصم فقال: وكورتا دلوك ورعبان وهما متصلتان.
وذكر قدامة في كتاب الخراج أن الرشيد لما استخلف أفرد قنسرين بكورها فصير ذلك جندا، وأفرد منبج، ودلوك، ورعبان، وقورس، وأنطاكية، وتيزين وسماها العواصم، لأن المسلمين يعتصمون بها في ثغورهم فتعصمهم (١).
وكانت الزلازل قد أخربت رعبان، وجلا أهلها واندرس أثرها، وملكها العدو في أيام سيف الدولة، فأنهض إليها العساكر والصناع، وأنفق عليها الأموال
(١) -انظر نبذ من خراج قدامة (طبع في مجلد واحد مع المسالك والممالك لابن خرداذبه) ص ٢٥٣.