يحرف ما ينقله عن ابن مستفاد الى نصر ويزيد في التجني، ويسوم شططا لا يمكن إجابته إليه، وذلك من غير علم من ابن مستفاد (٢٠٢ - ظ) فلما رأى نصر كثرة تعديه حمل نفسه على محاربته، وركب إليه، فلما رآه الحلبيون دعوا له وانقلبوا إليه، وقاتلوا دار ابن مستفاد، فطلب الأمان، فحلف له بأنه لا يجري له دما وحبسه بالقلعة ونهبت داره، ثم خاف استبقاءه فقتله خنقا ليخرج عن يمينه بأنه لم يجر له دما، وتبين لنصر بعد قليل كذب ذلك النصراني الكاتب، وما كان يحرفه في رسالته، فقبض عليه وطالبه بمال، فلما استصفى ماله، دخل عليه بعض أجناد القلعة فخنقه.
كذا ذكره أبو همّام بن المهذب في تاريخه.
قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن علي العظيمي في تاريخه-وأخبرنا به أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، والمؤيد بن محمد بن علي الطوسي، إجازة من كل واحد منهما، عن أبي عبد الله العظيمي-قال: سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وفيها: قبض نصر بن صالح على سالم بن المستفاد، وقتله برأي دوقس أنطاكية، وكان قد عصى وقام أحداث حلب معه، فقبض عليه يوم الجمعة حادي عشر ذي القعدة، وقتله ليلة الأحد، وقيل ليلة الاثنين ثاني عشر ذي الحجة من السنة (١).
[سالم بن المفرج بن عشائر بن المعلى]
التنوخي المعري، أبو الغنائم الحصيني، شاعر مجيد، كان بمصر، وأظن أنه كان متصلا بأبي الفتح بن أبي حصينة، أبو بولده، فنسب إليه، روى عن أبي الذواد المفرج بن أبي حصينة المعري، وأبي الحسن علي بن ابراهيم بن العلاني المعري. روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد (٢٠٣ - و) السّلفي الأصبهاني.
أنبأنا أبو البركات بن هاشم وغيره قالوا: أخبرنا أبو طاهر السّلفي-في كتابه-قال: أنشدني الشيخ أبو الغنائم سالم بن المفرح بن عشائر المعري الحصيني لنفسه بمصر: