المعروف بابن الجدي الكاتب الحلبي، واسمه محمد، كان أحد الكتاب المجيدين بحلب، ومن أهل الفضل والرتب، وإيّاه عنى أبو محمد عبد الله بن محمد الخفاجي في قصيدته التائية التي كتبها من القسطنطينية يداعبه، وكان ممن أشار على صاحب حلب بإرساله إلى القسطنطينية:
دع ذا وقل لي أنت يا بن محسّن … وجفاء مثلك من تمام الحرفة
ما كان حقك أن تملّ وإنما … تاريخ وصلك من حصار القلعة
كانت وزارتك التي دبرتني … فيها كمثل الخدمة التاجية
صاح الغراب بها ففرق بيننا … قدر رمت فيه الخطوب فأصمت
قرأت بخط أبي البيان نبا بن محفوظ الأديب الدمشقي، فيما نقله من شعر أبي محمد الخفاجي، من نسخة منقولة من خط عبد الودود بن عيسى النحوي، وعلى المنقول منها خط عبد الودود بالتصحيح قال: قيل هذا أبو طاهر بن المحسن، وهو أحد الكتاب وأهل اللسن.
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن هاشم قال: أخبرني أبي هاشم قال: أخبرني أبي أحمد عن أخيه أبي نصر سعيد بن عبد الواحد بن هاشم أن أبا محمد الخفاجي (١٥ - و) كتب إليه يعرض بروشن (١) عمله أبو طاهر بن المحسّن بن الجدي:
بحياة زينب يا بن عبد الواحد … وبحق كل نبيّة في ياقد
ما صار عندك روشن ابن محسّن … فيما يقول الناس أعدل شاهد
نسخ التعاقل منه خلط عمارة … وافاه في هذا الزمان البارد