أبو الحسن الكندي المعروف بالرفاء الموصلي، شاعر مجيد، حسن اللفظ، حلو المعاني، قدم حلب ومدح بها الأمير سيف الدولة أبا الحسن علي بن عبد الله بن حمدان في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وسمع منه بها شيئا من شعره، أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، وأبو الحسن الحلبي، ورويا عنه وروى عنه أيضا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهائم، والحسين بن محمد بن جعفر الخالع، وأبو علي المحسّن بن علي بن محمد التنوخي، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر، ونصر بن أحمد بن يعقوب، وأبو اسحاق ابراهيم بن هلال الصابئ وابنه أبو علي المحسن بن ابراهيم الصابئ، وجمع كتابا سماه (٢٢١ - و)(المحب والمحبوب والمأكول والمشروب)(١) وهو مجموع حسن.
وبلغني أنه لما قدم حلب، قاصدا سيف الدولة بن حمدان، وقف على بابه يلتمس الوصول إليه، وعلى بابه جماعة من الشعراء، قد كتبوا إليه رقعة، يسألونه فيها أن يسمع أشعارهم، فوقع فيها: أنتم غثاء، فقال السري وأنفذها الى سيف الدولة:
هذا اليقين المحض لا التوهم … هم غثاء أحوى ولست منهم
وللقوافي مجهل ومعلم … وهنّ إما صارم أو لهذم
تكاد تجري من حواشيه الدم … وأنت بالجود لها مستلئم
(١) -طبع في دمشق من قبل مجمع اللغة العربية ١٩٨٦ - ١٩٨٧ في أربعة أجزاء.