من المشايخ الزهاد الصالحين الأولياء المعروفين. أخبرني قطب الدين أبو عبد الله محمد بن شيخنا أبي العباس أحمد بن علي القسطلاني أن أبا النجاء الأندلسي حج وعاد على العراق، وقدم الموصل واجتمع بها بقضيب البان، ووصل الى الشام، فدخل حلب ودمشق، ومضى الى الديار المصرية، وسكن جزيرة فوّة ومات بها، ودفن.
قال: وله بها عقب.
قال لي أبو عبد الله: فبلغني عن الشيخ أبي النجاء أنه لما حج وقدم المدينة جاء من الشباك الذي عند أرجل الصحابة، وسلم منه على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يدخل المسجد احتراما للنبي صلى الله عليه وسلم.
قال: وكان موسرا، فكان يسافر بالجمال الكثيرة والأحمال الكثيرة، وكان اذا دخل بلدا سيرّ من يخطب له امرأة، ويستأجر له دارا، وسير من يكتري له للسفر، فأي الأمرين (٢٠٤ - و) تيسر له فعله من سفر أو اقامة.
قال: وكان أبو النجاء من تلامذة ابن العريف، قال: وتوفي أبو النجاء بعد السبعين والخمسمائة بفوّه.