شاعر فارس تروى له هذه الأبيات يخاطب بها عبد الملك بن مروان، أنبأنا بها أبو المحاسن سليمان بن الفضل قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن قال: ذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرد فيما حكاه عبد الله بن سعد القطر بلي عنه، وقرأته بخطه قال: حدثني الرياشي قال: وقف خراش بن بحدل الكلبي على عبد الملك بن مروان بعد أن ملك فقال:
أعبد المليك ما شكرت بلاءنا … فكل في رضاء العيش ما أنت آكل
بجابية الجولان (١) … لولا ابن بحدل
لكنت وما يسمع لقيلك قائل
وكنت اذا دارت عليك عظيمة … تضاءلت إن الخاشع المتضائل
فلما علوت الناس في رأس شاهق … من المجد لا يسطيعك المتطاول
قلبت لنا ظهر العداوة معلنا … كأنك مما يحدث الدهر جاهل
فقال عبد الملك: أراك احتجت الى المال؟ قال: أجل قال: فأيه أحب اليك؟ قال الإبل، قال: يا أبا الزعيزعة أعطه مائة برعاتها، ثم التفت اليه فقال: لا تعد فتنكرني.
وفي هذه الأبيات بيت آخر وهو:(١٣٨ و)«فلو طاوعوني يوم بطنان» بطنان موضع بين حلب ومنبج، كان ينزله عبد الملك اذا توجه لحرب مصعب بن الزبير فان ثبت أن هذه الابيات له، فقد اجتاز بناحية حلب، والابيات تروى لأبي جندل عبيد بن الحصين الراعي، وهي في ديوان شعره، وسنذكرها في ترجمته فيما يأتي من كتابنا هذا ان شاء الله تعالى.
(١) -في هذا اشارة الى مؤتمر الجابية واختيار مروان بن الحكم للخلافة ودور حسان بن بحدل في ذلك.