وبي حب من لا الود يطلب عنده … ولا الوصل مرجو ولا الوعد منجز
لدائرة الأبصار من حول وجهه … إذا ما بدا من نقطة الخال مركز
له غصن قدّ بالملاحة مزهر … وديباج خد بالعذار مطرز
هو الرمح قدّا واعتدالا ولحظه … سنان به ما زال قلبي يوخز
حكى ألف الخط اعتدال قوامه … ولكنه من عطفه الصدغ يهمز
لقد صاد قلبي حبه بيد الهوى … ولم يجد فيه أنني متحرز
أخبرني أبو المحامد القوصي أن أبا الفضل بن نفاذة توفي بدمشق في شهور سنة احدى وستمائة تاسع المحرم منها.
[أحمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد اللخمي]
أبو العباس بن أبي علي بن أبي المجد البيساني المصري المعروف بالقاضي الأشرف بن القاضي الفاضل، أصل سلفه من بيسان، وانتقلوا الى عسقلان، وولي جده قضاءها، وولد أبوه بها، ثم انتقل عنها الى مصر حين غلب عليها الفرنج، فنشأ بمصر على ما نذكره في ترجمته إن شاء الله، وولد له هذا الولد أبو العباس بمصر في المحرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، أخبرني بمولده جمال الدين محمد بن علي الصابوني، وكان رجلا حسنا فاضلا، شريف النفس، وقورا مشتغلا بما يعنيه.
سمع الحديث الكثير في كبره بدمشق وبغداد وحلب، وغيرها من البلاد، وكان سمع الحافظ أبا محمد القاسم بن أبي القاسم الحافظ الدمشقي، وفاطمة بنت سعد الخير وغيرهما، وقدم علينا حلب رسولا الى بغداد فسمع بها من جماعة منهم: أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله وغيره، وكان قد سمع إنشاد السعيد ابن سناء الملك، وأجازت له بحنى الوهبانية وطبقتها، وكان ينظم الشعر، ولم يزل يطلب ويسمع الحديث حتى علت سنه.