وهي قلعة حصينة كانت لجوسلين المذكور، فلما جرى عليه ما جرى، وصار في أسر نور الدين محمود رحمه الله، سار نور الدين إلى بلاده وقلاعه ففتحها ومن جملتها عين تاب، ورتب فيها الرجال والعدد والذخائر، وصارت إلى ..... (١)
فعمرها وحصّنها وصارت الى ولده من بعده، فلما مات تسلمها أتابك طغرل الظاهري للملك العزيز محمد بن الملك الظاهر، ثم أنه سلمها إلى الملك الصالح أحمد ابن الملك الظاهر، فسكنها وبنى بالقلعة آدرا حسنه وتنوع في زخرفتها بالرخام والذهب، وبنى أصحابه في الربض منازل سكنوها، وبنى فيها جوسقا تنوق في بنائه ومنجوره وزخرفته بالرخام والذهب، وعمله في بستان كبير نصب فيه صنوفا كثيرة من الفواكه، وصارت الأخشاب تحمل من بلاد الأرمن ومرعش إليها، وتباع بها وتنقل منها إلى البلاد وصار بها قاض ومنبر وخطيب.
***
(١) -فراغ في الاصل، وعندما أتى ابن العديم على ذكر هذا الحادث في كتابه زبدة الحلب ٢/ ٣٠٢ - ٣٠٣ لم يقدم ما يساعد على ملأ هذا الفراغ، انما ذكر في ٣/ ١٣٨ أن صاحبها زمن الملك الظاهر سنة ٥٩٢ كان يدعى حسام الدين بن ناصر الدين.