(١) وهي مدينة كانت في أول الإسلام عامرة جدا، وهي أول مدن جند قنسرين وكان لها سور من بناء الروم، وكانت تفضّل على قنسرين في العمارة، وخرج منها جماعة من العلماء والرؤساء، وفي زماننا خرب سورها ولم يبق فيها من العلماء أحد ولا من الرؤساء، وينسب أهلها الى قلة العقول.
والغالب على أهل البلد بنو كلاب، وبريتها نزلها قديما بنو فزارة.
أخبرنا أبو منصور بن محمد الدمشقي قال: أخبرنا أبو القاسم بن أبي محمد، أخبرنا أبو القاسم بن طاهر قال: أخبرنا علي بن محمد قال: أخبرنا محمد بن أحمد (٣٧ - ظ) قال: أخبرنا أبو حاتم البستي قال: أول الشام بالس.
وقال أبو زيد البلخي في كتابه: وأما بالس فهي مدينة على شط الفرات صغيرة، وهي أول مدن الشام، من العراق إليها عامر، وهي مدينة فرضة الفرات لأهل الشام.
قلت: وكانت الفرات تلصق بسور المدينة، فجزرت عنها وبعدت جدا حتى صار بينهما بعد، وفي زماننا قد قربت منها.
وقرأت في كتاب البلدان لأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قال: وحدثني سفيان بن محمد البهراني عن أشياخه قالوا: فتح عبادة والمسلمون معه أنطرسوس
(١) -تعرف الان باسم مسكنه، وتبعد عن حلب مسافة ٩٠ كم، التقسيمات الادارية،٣٩٥.