المودة، حسن المحاضرة حلو المجاورة، كثير المحفوظ عند المذاكرة، وجيها عند الملك الظاهر غازي خصيصا به.
روى لنا عن القاضي محي الدين بن أبي المعالي محمد بن علي القرشي، قاضي دمشق، وعن أبيه القاضي أبي طاهر، وأبي زكرى يحيى بن سعد بن ثابت بن المراوي، وعلي بن الحكم الحلبي، وجماعة من شعراء عصره، وسمع الحديث من شيوخنا: قاضي القضاة (١٣٣ - ظ) أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم، وأبي هاشم عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب الهاشمي، وأبي حفص عمر بن طبرزد البغدادي، وغيرهم، صحبته حضرا وسفرا، وعلقت عنه فوائد وأناشيد، وكان شيعي المذهب لا يقدح في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألته عن مولده فقال: في ثامن عشر شهر رمضان من سنة ثمان وستين وخمسمائة بحلب، وجمع تاريخا ابتداه من سنة خمسمائة الى أن توفي.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن أبي طاهر بن سعيد قال أخبرنا القاضي أبو المعالي محمد بن علي (١)(١٣٤ - و).
توفي أبو محمد الحسن بن ابراهيم بن الخشاب رحمه الله ليلة السبت الثامن عشر من جمادي الآخرة من سنة ثمان وأربعين وستمائة بحلب، ودفن ليلا في التربة المعروفة بسلفه داخل مدينة حلب بمحلة الجرن الأصفر، ودفن على والده أبي طاهر، وصليت عليه، وكان قد طلبني قبل وفاته بثلاثة أيام، وقال لي: أنا راحل الى الآخرة، وو الله لا أكتمك شيئا وأنا أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأشهد أن محمدا رسول الله، ولا أقدم أحدا من الصحابة على عليّ عليه السلام، وما تنقصت أحدا من الصحابة في باطني ولا في ظاهري ولا بخطي وإنني أعتقد أنهم سادة أئمة قدوة، ذكر لي هذا أو قريبا من معناه رحمه الله.
[الحسن بن ابراهيم]
أبو محمد، روى بحلب عن علي بن أحمد الجرجاني، روى عنه محمد بن علي الهمذاني.
(١) -لم يكمل ابن العديم هذا الخبر وقد بقيت بقية الورقة بوجهيها فراغ.