أبو عبد الله البغدادي الرصافي المكبّر بجامع الرصافة ببغداد، كان دلالا في بيع الأملاك ببغداد، وسمع في صباه مسند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل كاملا من أبي القاسم بن الحصين، وسمع أبا اسماعيل بن احمد بن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني، وأبا المعالي أحمد بن منصور الغزال.
وحدث ببغداد وإربل والموصل وحلب ودمشق، وكان مظفر الدين كوكبوري بن علي، (٣١٣ - ظ) صاحب إربل بنى دار الحديث بإربل وكتب الى الخليفة الناصر أبي العباس أحمد في انفاذه وانفاذ عمر بن طبرزد إلى اربل ليسمع منهما، وسير لكل منهما نفقة، فأنفذا إلى إربل، وحدث حنبل باربل بمسند أحمد، وسمع الملك المحسن أبو العباس أحمد بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بخبرهما فكاتب صاحب إربل في طلبهما إليه الى دمشق، فاستأذن الخليفة في ذلك، وسير حنبل أولا إلى دمشق، وسمع منه المسند مع جماعة كثيرة بدمشق، واجتاز بحلب في طريقه فلم يقم بها إلاّ ليلة واحدة، وظفر به بعض طلبة الحديث بحلب فسمعوا منه أربعين حديثا خرّجت له من المسند ولم يتفق لي السماع معهم، ودخلت دمشق زائرا البيت المقدس في سنة ثلاث وستمائة وحنبل بها فلم أسمع منه شيئا لأنني لم أكن طلبت الحديث حينئذ لأن أول طلبي الحديث كان سنة أربع وستمائة، وعاد حنبل على طريق البرية إلى بغداد ولم يمر بحلب ففاتني السماع منه.
وروى لنا عنه أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، وأبو بكر عبد الله بن الخضر الحلبي بالعلا في طريق مكة، وأبو عبد الله محمد ابن عبد الملك بن عثمان المقدسي بغزة وأبو البركات عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني بنصيبين، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عطاء الأذرعي بدمشق.