أنه ولد بالموصل في سنة ثلاث وتسعين، وتفقه بالعراق، وسمع الحديث من جماعة منهم أبو القاسم بن بيان الرزاز، ودخل خراسان وأقام بمرو مدة، وسمع بها من أبي منصور الكراعي، وأبي طاهر الفضل بن عمر بن أحمد النسائي المعروف بليلى الصوفي، وحدث بدمشق والموصل وغيرهما من البلاد، ووليّ القضاء بحصن كيفا، وذكر لي بعض أصحابنا أنه ذاكره يوما فيما عنده من مسموعات الكتب الكبار، فأخبر أنه سمع منها قطعة صالحة، منها: الجامع الصحيح للبخاري، وذكر أن بينه وبين البخاري فيه ثلاثة أنفس، وسمعت والدي يستبعد ذلك، ويقول: الآفة في ذلك من شيوخ القاضي فإن القاضي أبا سليمان لم يتعمد ذلك وإنما دخل الوهم فيه على شيخه أو شيخ شيخه، ولا شك أنه سقط من الاسناد رجل. توفي رحمه الله بالموصل يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة (١).
وقفت على معجم شيوخ الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى بخطه وخرج فيه حديثا عن داوود بن محمد الخالدي وقال: بعده توفي هذا الشيخ رحمه الله في يوم عيد الأضحى سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بالموصل فيما حكاه لي أخي عن بعض أصحاب هذا الشيخ ولم يسمه، وكان قد حدثنا أيضا (٢٩٧ - و) عن ابن بيان والكراعي في تلك المرة، وقدم دمشق قدمة أخرى وأنا بالعراق فسمع منه بعض أصحابنا وعاد الى الموصل فاستوطنها، وروى لهم هناك أشياء منها جامع الصحيح للبخاري رحمه الله إلا أنه أسقط عن عدة الشيوخ إليه رجلا فإما أن يكون الوهم مضى عليه أو على شيخه وهو معذور، إذ لم يكن هذا الشأن من صناعته.
أخبرنا بذلك أبو الغنائم سالم بن أبي المواهب-إجازة-قال: أخبرني أبي.
- داوود بن محمد بن محمود بن أحمد القرشي:
الأصبهاني أبو سعيد الحلبي كان أبوه صوفيا من أصبهان، وكان شيخ خانكاه مجد الدين أبي بكر بن الداية التي هي داخل مدينة حلب بالقرب من باب العراق، وولد له داوود هذا بحلب وسمّعه والده من أبي الفتح عمر بن علي بن محمد بن حموية الجويني شيئا من الحديث بحلب وقرأته عليه بها، وكان رجلا صالحا كثير