من بني بدّاء الجعفيين، كان فارسا شريفا خطيبا بليغا، شهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه صفين وحكى عنه، وعن الحسن بن علي رضي الله عنه روى عنه عامر الشعبي، وهو الذي سيّره علي من صفين إلى القطقطانة (١)، ليقطع الميرة عن معاوية، فبلغ معاوية، فسير معاوية الضحاك بن قيس إليه فهزمه زحر، فلامه معاوية، فلحق الضحاك بعلي رضي الله عنه.
ويقال إنه هو الذي قدم برأس الحسين رضي الله عنه إلى يزيد بن معاوية وليس به.
أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قال: أخبرنا أبو منصور محمد ابن عبد الملك بن خيرون قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: أخبرني محمد بن عبد الواحد الصغير قال: حدثنا أحمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد بن المغلس قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني عبد الله-يعني-بن سعيد عمه عن زياد وهو البكّائي قال: حدثنا المجالد بن سعيد قال: حدثني الشعبي قال:
أخبرني زحر بن قيس الجعفي قال: بعثني علي على أربعمائة من أهل العراق، وأمرنا أن ننزل المدائن رابطة، قال: فو الله إنا لجلوس عند غروب الشمس على الطريق، إذ جاءنا رجل قد أعرق دابته قال: فقلنا من أين أقبلت؟ قال: من الكوفة فقلنا: متى (١٦٩ - و) خرجت؟ قال اليوم قلنا: فما الخبر؟ قال: خرج أمير المؤمنين إلى الصلاة صلاة الفجر، فابتدره ابن بجرة وابن ملجم فضربه أحدهما ضربة إن الرجل ليعيش مما هو أشد منها، ويموت مما هو أهون منها، قال: ثم
(١) -موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف. معجم البلدان.