شاعر مجيد مشهور، كثير الشعر، طاف البلاد، ومدح الملوك وأخذ صلاتهم، وكان له ثروة وتجمل، وقدم حلب.
ومن شعره قوله:
وركبت ظهر توصّلي في أوبتي … وحلفت أني لا أنام عن السرى
حتى أريت الأفق أن بدوره … تخض وبدر الدين متّقدا يرى
أخبرني أبو علي القيلوبي قال: بلغ الحاجب علي الأشرفي، وهو بالشرق أن ابن كسا هجاه، فأحضره وقال: بلغني أنك هجوتني، وها أنا أهجوك لتعلم أينا أهجى، وأي الهجوين أوجع، ثم مدّة وما زال يضر به بالدبابيس حتى أشرف على الموت، ورفع على باب الى السجن فبقي بالسجن مدة، ثم أطلقه.
وبلغني أن ابن كسا توفي في صغر سنة أربع وثلاثين وستمائة بالقاهرة.
أنبأنا أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال في ذكر من توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة (٢): وفي شهر ربيع الآخر توفي أبو العباس أحمد بن سليمان بن حميد بن إبراهيم بن مهلهل القرشي المخزومي البلبيسي الشافعي المعروف بابن كسا بالقاهرة، ومولده ببلبيس في سنة سبع وستين وخمسمائة، تفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه، وتأدب وقال الشعر، وسافر الكثير، وحدث بشيء من شعره ببلبيس وغيرها، وذكر أنه دخل دمشق واشتغل بها، وبالموصل وبغداد وخراسان، أنه اجتمع بفخر الدين الرازي، المعروف بابن الخطيب، بخوارزم، وكان له انس بالنظريات والخلاف.
[أحمد بن سليمان بن عمر بن شابور الحلبي]
سمع اسحاق بن ابراهيم بن الأخيل الحلبي، وابراهيم بن عبد الله بن خرّزاد
(٢) -الذي عثر من هذا الكتاب يغطي حتى وفيات سنة ٦١٦ فقط.