وهو حصن منيع يضرب المثل بحصانته ومنعته فيقول الناس: كأنه في حصن برزيه، وكان الفرنج قد استولوا عليه ففتحه الملك الناصر يوسف بن أيوب من أيديهم كما أخبرني به شيخنا بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قال بعد ذكر فتح بكاس: ثم سار السلطان رحمة الله عليه جريدة إلى قلعة برزيه وهي قلعة حصينة في غاية القوة والمنعة على سن جبل شاهق يضرب بها المثل في جميع بلاد الفرنج والمسلمين، يحيط بها أودية من سائر جوانبها، وذرع علو قلتها فكان خمسمائة ذراع ونيفا وسبعين ذراعا، ثم حرر عزمه على حصارها بعد رؤيتها، واستدعى الثقل، فكان وصول الثقل وبقية العسكر يوم السبت رابع عشري جمادى الآخرة، ونزل الثقل تحت جبلها، وفي بكرة الأحد خامس وعشرين منه صعد السلطان رحمه الله جريدة مع المقاتلة والمنجنيقات وآلات الحصار إلى الجبل، فأحدق بالقلعة من سائر نواحيها، وركّب القتال عليها من كل جانب وضرب أسوارها بالمنجنيقات المتواترة الضرب ليلا ونهارا، وقاتلها فقسم العسكر ثلاثة أقسام، كل قسم يقاتل شطرا من النهار ثم يستريح، وضرس الناس من القتال وتراجعوا عنه، وتسلم النوبة الثانية السلطان رحمه الله بنفسه وركب وتحرك خطوات عدة وصاح في الناس فحملوا عليها حملة الرجل الواحد، وصاحوا صيحة الرجل الواحد (١٢٢ - و) وقصدوا السور من كل جانب فلم يكن إلاّ بعض ساعة وقد رقى الناس على الأسوار وهجموا القلعة واستغاثوا الأمان، وقد تمكنت الأيدي منهم «فلم يك