إن الجديدين سارا بالذين مضوا … قصد الفناء فلم يدركهما ملل
ونحن في إثرهم نسعى كسعيهم … إلى النوى دائبا نسري ونرتحل
فاستيقظوا يا أولي الأبصار واعتبروا … بالغابرين ففي آثارهم مثل
جدّوا إلى عمل في الدار يسعدكم … فليس يقبل في الأخرى لكم عمل
يا ربّ عفوك إن النفس تأمله … فلا يخيبنّ منها عندك الأمل
- الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي:
ثم الحلبي المعروف بابن أبي الرماح، أصله من المصيصة، واستوطن حلب، وحدث بها عن أبي القاسم حسين بن علي بن أبي أسامة الحلبي، وأبي علي محسّن ابن هبة الله بن عبيد الله الشافعي الرملي.
روى عنه ابنه إبراهيم بن الخضر الحلبي، ووقع إليّ جزء من حديثه بخط ابنه ابراهيم المذكور، وهو مترجم بما صورته: جزء فيه أخبار منتخبة حسان عن الشيوخ الثقات العوالي رضي الله عنهم، سماع لإبراهيم بن الخضر بن محمد بن عبد الله الحلبي (٢٠٢ - و) من أبيه الخضر بن محمد بن عبد الله المصيصي، فنقلت منه: حدثنا أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي أسامة قال: حدثنا أبو محمد عبيد الله بن الحسين الصابوني قال: حدثنا أحمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا سعيد بن هبيرة قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثنان يوم القيامة على منبرين: أنا على منبر من نور، وعلى رأسي تاج من نور، في يدي قضيب من نور، في رجلي نعل من نور، وأمتي بين يديّ غر محجلون، وأنا أخطب على منبري وأقول: الحمد لله الذي صير مصيري ومصير أمتي إلى الجنة لا موت فيها أبدا وابليس لعنه الله على منبر من نار عليه ثياب من نار، في رجله نعل من نار، على رأسه تاج من نار، في يده قضيب من نار، بين يديه اليهود والنصارى والمجوس وأتباعه، وهو يقول في خطبته:
الويل لي ولكم إذ صير مصيري ومصيركم الى النار لا موت فيها أبدا (١).