للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تركن عبيد الله بالقاع مسندا … تمج دم الحوف (١) العروق النوازف

تميل فتغشاه سبائب من دم … كما لاح في جنب القميص الكفائف

تنافسن فاستسمعن من أين صوته … فأقبلن شتى والعيون ذوارف

يسفن دما قد ضاع في يوم ضيعة … وأنكر منه بعد إلف معارف

تبدل من أسماء أسياف وائل … وكان فتى لو أخطأته المتالف

وفرّت تميم سعدها وربابها … وحالفت الجعداء فيمن تحالف

وزاد غيره في قول كعب بن جعيل:

معاوي لا تنهض بغير وثيقة … فإنك بعد اليوم بالذل عارف

فأجابه أبو جهمة الأسدي في ذلك:

تعرف والعراف ينجح أمّه … فإن كنت عرافا فإني لعائف (٢)

أغرتم علينا تسرقون ثيابنا … وليس لنا في أرض صفين قائف (٣)

وقال يحيى بن سليمان: أخبرني نصر بن مزاحم قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن الشعبي عن صعصعة بن صوحان قال: وقال أبو جهمة الأسدي:

أنا أبو جهمة في جلد الأسد (٤٨ - و).

أهجو بني تغلب بتال البعد.

أقود من شئت وصعبا لم أقد (٤).

[أبو الجيش بن لؤلؤ السيفي]

أخو مرتضى الدولة أبي نصر بن لؤلؤ، كان أخوه مرتضى الدولة ملك حلب، وحضر أبو الجيش معه في الوقعة مع صالح ابن مرداس على تل حاصد (٥)، فلما


(١) الحوف: جلد يشق كهيئة الازار، أو أديم أحمر. القاموس.
(٢) العيافة: زجر الطير والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيرا. النهاية لابن الاثير.
(٣) القائف من يعرف الآثار. القاموس.
(٤) صفين لنصر بن مزاحم:٤١١ مع فوارق كبيرة، وبتل: قطع. القاموس.
(٥) خارج حلب على مقربة منها.

<<  <  ج: ص:  >  >>