للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمين بذلك جبن شديد، وإنما كان ذلك حيلة من ابن الخرزي، فرماه بوهق معه، فإذا هو في حلقه، وحطّه عن سرجه، وأتى به يسحبه، فكبر المسلمون تكبيرة تضعضع بها الروم، وقال الرشيد: لا قوام لهم بعد قتل العلج فاحملوا عليهم فحملوا (٢٢٣ - و) على الجيش، فكان هذا السبب في فتح هرقلة.

[ابن الخشاب]

أديب كان يقرئ الادب بحلب في أيام سيف الدولة.

نقلت من خط‍ صديقنا عبد المحسن بن الانماطي قال: ذكر لنا شيخنا الإمام أبو الثناء حماد بن هبة الله بن حماد الحراني، وفقه الله، أن المتنبي وقف على مجلس ابن الخشاب بحلب، وهو في حلية العرب، والشيخ المذكور يقرأ عليه، فربما وهم الشيخ فغلطه بالطالب، فرد عليه المتنبي دفعة بعد أخرى، وكان الشيخ لا علم له بالمتنبي، فلما أكثر من الرد التفت اليه الشيخ وقال له: ادخل فلما دخل ناوله الشيخ رقعة كانت في الدواة فيها بيت شعر يمتحن به هو:

كلما قلت قد دنا الوصل منها … صدّها العاذلات من كل وجه

فكتب المتنبي:

وإذا ما نأى العواذل عنها … وتراءت له تعج وتعج هي

فقال له: أنت المتنبي؟ فقال: نعم أنا هو.

قال الشيخ حماد: فبقي البيتان (٢٢٤ - و) الى زمان أبي العلاء بن سليمان فزاد فيهما فقال:

ولها منزل من الود عاف … وطريق الى القطيعة مجهي (١)

أتلقى رسولها بنجاح … كتلقائها رسولي بنجه (٢)

وقرأت بخط‍ أبي اليمن السابق بن أبي مهزول المعري: سألت أبا العلاء


(١) واضح.
(٢) برد قبيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>