شيوخ خراسان وأبي محمد الأسود والغندجاني، ثم ترك الكتابة وانقطع في منزله وقال يصف حاله أبياتا رواها ابن ابنه أبو الفتح هذا عنه.
أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن علوان الأسدي عن القاضي أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان قال: أنشدنا أبو الفتح دارا قال: أنشدنا جدي لنفسه:
قالت أميمة إذ رأت من عطلتي … ما استنكرته وحق ذا من شاني
أنبا بك الديوان أم بك نبوة … عنه فتقعد خارج الديوان
إذ أنت من شهد اليراعة أنه … في خليقتها فارس الفرسان
أو كنت من أفنى ثميله عمره … وشبابه في خدمة السلطان
ولكم مقام قمت فيه ومجلس … رفّعت فيه إلى أعز مكان
وكتابة سيرت من ابرادها … ما سيرته البرد في البلدان
فلم اطّرحت ولم جفتك عصابة … لهم بحقك أصدق العرفان
فأجبتها إن الأحاظي لم تزل … مقدورة لرجال كل زمان
إن لم أنل فيها كفاء فضيلتي … فالفضل ينطق لي بكل لسان
ولو أن نفسي طاوعتني لم أكن … في نيل أسباب الغني بالواني
ولربما لحق الجواهر بذلة … من بعدما رصّعن في التيجان
(٣٠٣ - ظ)
[دامس أبو الهول]
من موالي طريف من ملوك كندة، كان مع الجيش الذي أمدّ به عمر رضي الله عنه أبا عبيدة رضي الله عنه وهو على حلب، وتسور قلعة حلب مع جماعة وفتحوها على ما نقله بعض الرواة.
وحكي عن الواقدي أنه قال: كان أبو الهول دامش شديد السواد بصاصا، وكان إذا ركب البعير أو الفرس العالي من الخيل تخط رجلاه الأرض واذا ركب البعير العالي البازل من الإبل تقارب رجلاه ركبتي البعير، وكان فارسا شجاعا قد شاع ذكره ونما أمره، وعلا قدرة في بلاد كندة، وأودية حضرموت وجبال مهرة وأرض الشحرة، وقد أخاف البادية، وانتهب أموال الحاضرة، وكان مع ذلك