للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر جبل الأحص]

وهو من شرقي مدينة حلب وقبليها، ومن غربيه السهول، ومن شرقيه برية الرصافة، ومن شماليه نقرة بني أسد، وهو جبل كبير وفيه قرى عامرة، كثيرة الغلة، وفيه خناصرة منزل عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وفيه شبيث ماء مذكور وفيه يقول الشاعر:

فقال تجاوزت الاحص وماءه … وماء شبيث وهو ذو مترسم

وكان جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان، وهو قاتل كليب وائل ينزل الاحص، فجرت وقعة البسوس، فقتل جساس كليبا، فلما غشية الموت قال لجساس: أغثني بشربة، فقال تجاوزت شبيثا والأحص فأرسلها مثلا، ووقعت الحرب بين الحيين بكر وتغلب على ما نذكره في موضعه من هذا الكتاب إن شاء الله.

وفي الاحص من المدن الخربة الاندرين (١)، وهي مدينة خربة، مبنية بالحجر الاسود، على شفير البرية، وينسب اليها الخمر، قال:

ألا هبيّ بصحنك فاصبحينا … ولا تبقي خمور الأندرينا

مشعشعة كأن الحصّ فيها … إذا ما الماء خالطها سخينا (٢) (١٦٨ - ظ‍)

وتنسب اليها الحبال أيضا قال النابغة الذبياني:


(١) -يقال الان الحص بدلا من الاحص، وتبعد الاندرين عن حلب مسافة ٨٨ كم، التقسيمات الادارية،٢٩٠.
(٢) -انظر قصيدة عمرو بن كلثوم في شرح القصائد السبع الطوال للخطيب التبريزي، ط‍ حلب ١٩٦٩، ص ٣١٩ - ٣٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>