فالله أعلم، قال: أخبرني أبو أحمد بن المهتدي بالله قال: وقال المعتضد عند نزول الموت به: اللهم إنك تعلم أني أعلم أن لك السماوات والأرض وما بينهما فأسألك أن تغفر لي.
أخبرنا أبو اليمن إذنا قال: أخبرنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي قال:
أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قال: أخبرنا المعافى بن زكريا قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى البرمكي المعروف بحجظة قال: قال: لي صافي الحرمي: لما مات المعتضد بالله كفنته والله في ثوبين قوهي قيمتهما ستة عشر قيراطا (١). (١٢٧ ظ).
[أحمد بن طولون]
أبو العباس قيل إنه ولي حلب في سنة ست وخمسين ومائتين، والذي صح أنه ولي الثغور الشامية في سنة اثنتين وستين ومائتين، ثم ولي حلب وقنّسرين والعواصم من جهة المعتمد.
وكان أبو أحمد الموفق منحرفا عنه، فلم يكن له حيلة في دفعه عن ذلك، ولما تمكن أبو أحمد الموفق استوحش أحمد بن طولون من جهته، وعقد موسى بن بغا لسيما الطويل على أنطاكية، فوصل إليها، واستولى عليها وعلى حلب.
وعصى أحمد بن طولون على أبي أحمد الموفق، وأظهر خلعه عن ولاية العهد، وأخذ خط قضاة بلاده باستحقاقه لذلك، ونزل أحمد بن طولون إلى حلب، فانحاز سيما إلى أنطاكية، فكاتبه أحمد بن طولون يدعوه إلى الطاعة، فامتنع، وكان أحمد إذا لاينه الإنسان لم ير منه إلا خيرا، ومن خاشنه قاتله، فحينئذ حصره في أنطاكية، ونصب عليه المنجنيقات، وكان سيما سيء السيرة، فراسل أهل أنطاكية أحمد بن طولون، ودلوه على موضع فتح منه الحصن، فركب سيما وقاتل حتى قتل، وأتي